<HR style="COLOR: #e3e8fe" SIZE=1>
صدىالحياة
يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس الحياة فى جو نقى00بعيدا عن صخب المدينة وهمومها 0
سلك الاثنان واديا عميقا تحيط به جبال شاهقة00وأثناء سيرهما تعثر الطفل فى مشيته 00سقط على ركبته00 صرخ الطفل على أثرها بصوت مرتفع تعبيرا عن ألمه:آآآه فاذا به يسمع من أقصى الوادىمن يشاطره الالمبصوت مماثل:آآآهنسى الطفل الالم وسارع فى دهشةسائلا مصدر الصوت :من أنت؟
فاذا الجواب يرد سؤاله:من أنت؟ أنزعج الطفل من هذا التحدىفرد عليه مؤكدا00:بل أنا أسالك من أنت؟
ومة أخرى يكون الرد بنفس الجفاء والحدة:بل أنا أسألك من أنت؟
فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة فى الخطاب00فصاح غاضبا (أنت جبان)00 فهل كان الجزاء الا من جنس العمل0
وبنفس القوة يجىء الرد أنت جبان أدرك الصغير عندها أنه بحاجة أن يتعلم فصلا جديدا فى الحياة من أبيه الحكيم الذى وقف بجانبه دون أن يتدخل فى المشهدالذى كان من اخراج ابنه0
تعامل الاب بحكمة كعادته مع الحدث00وطلب لولده أن ينتبه للجواب هذه المرةوصاح فى الوادى انى أحترمك)0
كان الجوب من جنس العمل 00فجاء بنفس نغمة الوقار(انى أحترمك)0
عجب الابن من تغير نغمة المجيب00ولكن الاب أكمل قائلاكم أنت رائع)فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية(كم أنت رائع)0
ذهل الابن مم سمع ولكن لم يفهم سر التحول فى الجوابولذا صمت بعمق لينتظر تفسيرا من أبيهلهذه التجربة الفيزيائية0
علق الحكيم على الماقعة بهذه الحكمة أى بنى:نحن نسمى هذه الظاهرة الطبيعية فى علم الفيزياء(صدى)00لكنها فى الواقع هى الحياة بعينها00ان الحياة لاتعطيك ألابقدر ما تعطيها00ولا تحرمك الا بمقدار ما تحرم نفسك منها00الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالكاذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك00
واذاأردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك00واذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك00واذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك00واذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك00 واذا أردت الناس أن يستمعوا أليك ليفهموك فاستمع أليهم لتفهمهم أولا0
أى بنى 00هذه سنة الله التى تنطبق على شتى مجالات الحياة00وهذا ناموس الكونالذى تجده فى كل تضاريس الحياة00
انه صدى الحياة00ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت00!0